... أشبال و جرذان

يا تونس التاريخ والكرامة

حاول بَعضُهم تَدْنِيسك على مرِّ الزمان

بيد أنّهم أُبيدوا وفتّتتهم الديدان

و بِقيت أنت شامخة بين الأوطان ...

هذا آخرهم كان برتبة كبير الجرذان

و لم يضُمَّّ إلى نفسه سوى شراذِم من الفئران

سَلبوا ، نَهبوا ، نَبشوا الأرض و الحيطان

تمسَّكوا بالكراسي والسُّلطان

لم يُحققوا لأنفسهم شيئا سوى الذُّلَّ و الهَوان

أرادوا لشعبكِ الشرور بشتى الألوان

ظَنُّوه شعبا مُهمَّشا و أَخْيَرَهُم أخرق سَكران

لكن هَيْهَاتَ هَيْهِاتَ ...

حلّت عليهم لعنة الأحرار

فانصهرت دماء الشعب و جرت في الشِّريان

حتّى إنبثقت ثورة من كل الأركان

ألهمت العالَم بإمكانية إسقاط الطُّغيان

فارتعب كل من رأى في كيانه أساليب الجرذان

واستنسخ الثورة من رأي في قلبه حب الأوطان

إِحْتَشَدَ الأشبال الأحرار في الأزقّة و الميدان

صبروا و صمدوا رغم يد البطش و النكران

تَصَدُّوا لِلطٌّغيَان و كبّدُوه الخُسْرَان

مُنادين جبابرة العارِ بالتنحي و الذَّوَبان

عِشْت يا شَعْبَ العزَّة ما دمت لِلحريَّةِ عَطْشان



شوقي المقدم

©® March 11, 2011